اخر الاخبار

الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

سياحة الاستغوار بمنطقة تازة (بحث من إنجاز الأستاذ الجيلالي لعرصة)


تعتبر السياحة القطاع الأرحب و الأكثر أهمية بعد الزراعة و الصناعة التحويلية بالنسبة للاقتصاد القومي، خاصة في دولة كالمغرب التي تتوفر على خصائص طبيعية    و بشرية تجعل منها قبلة لنمو سياحي قادر على أن يكون قاطرة للتنمية.
     وقد تغيرت النظرة إلى السياحة في العصر الحديث و تطورت إلى صناعة مركبة من الصناعات الهامة التي تعتمد عليها كثير من الدول في تنمية مواردها لتحقيق التقدم الإقتصادي و الإجتماعي. ففي العقد الأخير من عصرنا هذا حدثت تغيرات هامة في الإقتصاد العالمي حيث انتقلت الثروة من مصادرها القديمة (الزراعة و الصناعة) لتحتلها صناعة أخرى هي صناعة الخدمات. وطبقا لتوقعات عالم المستقبليات الأمريكي "جون نيبزرت" فإن اقتصاد العالم في القرن الواحد و العشرين  سوف تقوده ثلاث صناعات خدمية هي:ـ صناعة الاتصالات ـ تكنولوجيا المعلومات ـ صناعة السياحة و السفر1.
     العالم اليوم يعيش ثورة سياحية قال فيها A.Siegfried أن القرن 21 هو قرن السياحة2.
     يُرْجِع الكثيرون تطور وازدهار الحركة السياحية إلى صلاحية البيئة  والموارد الطبيعية التي يجب أن نراعي مسألة الحفاظ عليها عند وضع استراتيجياتنا وخططنا السياحية المستقبلية، باعتبار أن نجاح التنمية السياحية يتجانس مع عناصر البيئة المختلفة. وتضم البيئة العديد من المغريات السياحية ومنها ما كان طبيعياً كالصحاري والسهول والجبال والجزر ومنابع المياه المعدنية والنباتات الطبيعية ، كما يدخل المناخ عنصراً أساسياً في المغريات الطبيعية إذ أن درجة الحرارة، والشمس الساطعة، واتجاه الرياح، والأمطار، و الثلوج، تعتبر من عوامل الجذب السياحي.
     وتعتمد صناعة السياحة على محور رئيسي هو الجذب السياحي وأصبح هذا المحور فناً وعلما يرتبط بكافة مرافق الخدمات في الدولة الواحدة. ولقد تنوعت سبل جذب السياح ولم تعد حكرا على زيارة المتاحف والأماكن الأثرية، وأصبحت المقاصد السياحية شاملة مثل السياحة الدينية والعلاجية وسياحة الاستجمام والسياحة الرياضية، والثقافية والفنية ، وسياحة المؤتمرات والمهرجانات، وسياحة المغامرة (السياحة الجبلية).

المرجع: -التسويق الصناعي:مدخل إلى اقتصاد متكامل، محسن أحمد الخضري .
 

المرجع: -التسويق الصناعي:مدخل إلى اقتصاد متكامل، محسن أحمد الخضري.


1ـ مفاهيم سياحية
    أ ـ تعريف السياحة:
     حسب المعجم الوسيط العربي ، السياحة هي: "التنقل من بلد إلى بلد  طلبا للتنزه أوالإستطلاع و الكشف"1
E                يعرفها le Petit Larousse  بأنها: "مجموعة من الأنشطة و التقنيات التي يتم توظيفها من أجل القيام بأسفار للترفيه و الترويح عن النفس"2.
E                حسب منجد المصطلحات الجغرافية Dictionnaire de Termes Geographiques فإن السياحة تعني: "السفر من أجل المتعة و الترفيه عن النفس3.
E                و بالنسبة لِ Hunziquere  و Krapt  وP.George و غيرهم فإن السياحة تعني: "انتقال أشخاص إلى خارج مكان إقامتهم الرئيسي بهدف الترفيه و الترويح عن النفس لمدة لا تقل عن ليلة واحدة، نتيجة ارتفاع مستوى العيش عند بعض الأفراد و الجماعات الذين يخصصون جزءاً من فائض دخلهم لقضاء قسط من أوقات فراغهم لممارسة أنشطة سياحية".
      كمايمكن تعريف السياحة بأنها :|" نشاط السفر بهدف الترفيه ، وتوفير الخدمات المتعلقة لهذا النشاط. وذلك حسب تعريف منظمة السياحة العالمية" (التابعة لهيئة الأمم المتحدة).
     ب ـ مفاهيم أخرى للسياحة:
×                البعض يرى أن السياحة هي:"العملية التي بموجبها يتم الإشباع و الإستمتاع لدى السائح سواء كان سائحا محليا أو أجنبيا".
×                والبعض يراها: "فن تحقيق المتعة المعنوية لذى السائح، و تحقيق الرضى التام به".
×                و أيضا :"فن تعظيم الإستقرار و الراحة المعنوية، و تقليل التوثر لدى السائح   و إشباع رغباته و دوافعه".
     ج ـ تعريف السائح:
     -السائح هو : "المتنقل في البلاد للتنزه أو الإستطلاع و البحث و الكشف و نحو ذلك .ج، سياح"1.
     -السائح هو : أي زائر مؤقت للبلد لأي غرض غير الإقامة.
     و حسب التعريف الذي قدمته منظمة السياحة العالمية ( (W.T.Oأن السائح هو:" كل شخص يقيم خارج موطنه المعتاد لفترة تزيد عن أربعة و عشرون ساعة و لا تتحول هذه الإقامة إلى إقامة دائمة"2.

1ـ أنواع السياحة:

       أ ـ السياحة الترفيهية:
     وهي السفر إلى الوجهات السياحية المعروفة على مستوى العالم قصد الإستمتاع وقضاء إجازة مريحة.
     ب ـ السياحة الرياضية:
    تعنى بإشباع الرغبات في المشاهدة  و الاستمتاع بحضور المناسبات الرياضية العالمية او المهرجانات العالمية مثل مباريات كأس العالم لكرة القدم والدروات الأولمبية وكذلك الدورات الاقليمية  مثل الدورة الافريقية  والدورة الاروبية  والدورات المحلية .
         ج ـ السياحة البيئية:
      هي السفر الى مناطق طبيعية للاستمتاع بالموارد البيئية الطبيعية المختلفة (بحار- جبال  -بحيرات... ) ومزاولة بعض الأنشطة الخاصة كالغوص  تصوير الطبيعة والحيوانات والنباتات البرية .
     د ـ السياحة العلاجية:
     في هذه الحالة يكون السائح تحت إشراف طبي تام وغالبا ما تستمر لبضعة أسابيع والتي يحتاج بعدها إلى فترة نقاهة يقضيها في إحدى المنتجعات وقد يزاول خلالها بعض الأنشطة السياحية الأخرى وفقا لحالته الصحية.
     ه ـ السياحة الروحانية:
     تتمثل في زيارة بعض الأضرحة او المواسم لبعض أولياء الله الصالحين مثل موسم مولاي إبراهيم بمراكش ومولاي عبد الله بالجديدة ثم موسم مولاي إدريس بفاس .
     و ـ سياحة التسوق:
     هي إحدى الأنواع المستخدمة بعالم السياحة والأسفار لتسويق وترويج المنتجات والسلع الوطنية .
     ز ـ السياحة الثقافية:
     يسعى من خلالها السائح للتعرف على أشياء جديدة وإثراء معلوماته وتوسيع دائرة معارفه وثقافته عن طريق زيارة بلاد أجنبية ودراسة شعوبها والخصائص التي تميز هذه الشعوب عن غيرها، ويسعى السائح أثنائها إلى زيارة الأماكن التاريخية والأثرية والاشتراك في المناسبات الثقافية والغنية كالمهرجانات والمعارض  والتمتع بمشاهدة الفنون كالتمثيل والرقص الشعبي .
      ح ـ السياحة الدينية:
      السفر بهدف زيارة الأماكن المقدسة بالنسبة للأديان مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة  بالنسبة للمسلمين، والفاتيكان والأديرة المختلفة بالنسبة للمسيحيين ومنها دير سانت كاترين بجنوب سيناء في مصر، وكذلك زيارة الأشرام أو المعتزلات الدينية في الجبال بالنسبة للهندوس والبوذيين
     ي ـ سياحة المؤتمرات:
     وهي الأنشطة السياحية المصاحبة لحضور المؤتمرات العالمية، وهي تقام  بالعواصم المختلفة حول العالم .
        3ـ الأهداف الإقتصادية و الاجتماعية للسياحة
à الأهمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسياحة البيئية :
       البيئة كمحيط حياتي هام وضروري للإنسان، بنظافتها وفطرتها وتوازنها تعتبر مرتكزاً لسياحة متطورة ، ترتكز على فعاليات البيئة المباشرة وغير المباشرة بكل مقوماتها السابق ذكرها ، خاصة في ظل الظروف الحياتية ، وهروب الإنسان للسياحة، وبالتالي تؤثر هذه العلاقة بصورة مباشرة وغير مباشرة على تنمية مناطق الجذب السياحي وتتمثل هذه الآثار في الجوانب التالية[1]:
Eتدفع السياحة إلى مزيد من إقامة البنى الأساسية من طرق، ومواصلات واتصالات،  ومنشآت سياحية تقود إلى إعمار البيئة المحيطة كإنشاء الفنادق والمطاعم والاستراحات والمنتجعات الصيفية والشتوية والنشاطات السياحية الأخرى.  
Eتدفق السياح بأعداد كبيرة وبصورة مخططة ومنظمة يحقق إيرادات ودخل هام،  لها آثارها الإيجابية التنموية للمنطقة ، وبالتالي تنعكس على تفعيل الهيكل الاقتصادي ورفاهية الإنسان وتطور الجهود للمحافظة على البيئة .
Eيولد تدفق الأفواج السياحية مجالات عمل مربحة للسكان المحليين ، مما ينمي الوعي للحفاظ على بيئتهم لمزيد من المكتسبات ، بالإضافة إلى تعميق الإنتماء و الحد من الهجرة القروية .
Eتلاقي الشعوب والحضارات يطور العادات والتقاليد للمناطق الريفية ، ويكتسب سلوكيات وأنماط معيشية جديدة معاصرة ، سواء في الإنتاج أو الاستهلاك تتفق والمفاهيم الحديثة حول البيئة والتنمية .
Eتساعد السياحة البيئية في نمو الصناعات والحرف التقليدية اليدوية والتذكارية المميزة ، والمهددة بالانقراض من خلال استغلال الموارد الوفيرة والعمالة الماهرة بالتوارث ، مثل المنتجات الخشبية والجلدية والسجاد والتطـريز والأقمشة ، وكذلك الأكلات الشعبية ، الأمر الذي يسهم في استغلال الموارد الطبيعية البيئية استغلالاً أمثل.
Eتدفع السياحة إلى إقامة مراكز ومعارض بيع التحف والهدايا والصناعات الوطنية ، وتلبية متطلبات السياح ، خاصة وأن البلد السياحي يعتبر معرضاً دائماً ومفتوحاً أمام السائح .
Eتدفع السياحة البيئية  إلى الاهتمام بترميم وصيانة الآثار ، والحفاظ عليها من التخريب والنهب والسرقة وعوامل التعرية ، وهي من العناصر الهامة في البيئة السياحية .
Eتقود السياحة للحفاظ على الطابع الحضاري لبعض المباني الهندسية المعمارية الفنية القديمة ، بما تتضمنه من نقوش وزخارف ورسوم وأثاث وأشكال ، خاصة العمارة الإسلامية.
Eتشجع سياحة الفنون الشعبية الفلكلورية، والحفاظ على الملابس والأزياء والعادات         والتقاليد والمهرجانات الثقافية والكرنفالات التي هي من أهم عناصر البيئة السياحية.
تحفز السياحة إحياء المدن التراثية القديمة ، وكذلك الاهتمام بالأحياء التاريخية القديمة داخل المناطق والمدن .
     تنمي السياحة العلاقات الاقتصادية الدولية ، وتنمي التجارة والتبادل الثـقافي والمعرفي ، وتواصل الحضارات والشعوب ، مما يخلق بيئات متقاربة وذات قواسم مشتركة على المستوى الإنساني و عولمة الثقافة   (حوار الحضارات)
صورة رقم1: باب السنة بمدينة تازة.
صورة رقم2: الثريا العظمى بالمسجد الأعظم بمدينة تازة.
الفصل الأول: المؤهلات السياحية في تازة
I  ـ توطين المنطقة:
     تقع منطقة تازة عند ممر حيوي الذي يخترقه واد إيناون  ويفصل بين تلال مقدمة الريف شمالا ومرتفعات الأطلس المتوسط  جنوبا (حيث يعد الجزء الشمالي لجبال الأطلس المتوسط جزءا من منطقة تازة) وسهول كرسيف- تاوريرت – أنكاد شرقا، وهضبة السايس غربا.و تتوطن منطقة تازة حسب شبكة الإحداثيات  الجغرافية بين خطي العرض  34° و34°15 شمال خط الإستواء وخطي الطول و 4°15  غرب خط  غرينتش[1].
1 ـ المؤهلات الطبيعية لمنطقة تازة :
      أ ـ التضاريس:
     تتميز المنطقة بتضرسها الكبير و  تتخللها بعض الفجاج وهي عبارة عن جبال متوسطة الارتفاع حيث يبقى أعلى ارتفاع دون 2000 متر، و أعلى قمة جبلية  هي جبل تازكا الذي يصل علوه إلى حوالي  1980 متر، و المتموقع في الجهة الغربية لخريطة تازة (المصدر: خريطة تازة) ،ومن الملاحظ أن الانحدار يتجه من الجنوب نحو الشمال حيث المنطقة الشمالية أقل ارتفاعا من المنطقة الجنوبية، ولا يتعدى فيها أدنى ارتفاع 301 متر في أقصى الشمال الغربي لخريطة تازة.
       ب ـ الـمـناخ:
       تخضع منطقة تازة لتأثيرات المناخ المتوسطي الذي يتميز بصيف حار و جاف،  و شتاء رطب ،إلا أن هذا الأخير يتعرض لبعض التغيرات فوق الكثل الجبلية بالمنطقة، فالتساقطات تزداد مع العلو الشئ الذي يوفر مناخا ملائما،كما أن تفاعل المناخ المتوسطي مع مؤثرات المنطقة الأطلنتية الرطبة و مؤثرات المنطقة الجنوبية الشبه الجافة يجعلها تتلقى تساقطات مطرية جد مهمة و يمكن التمييز فيها بين فصلين:
فصل مطير ممتد على طيلة ثمانية أشهرمن أكتوبر إلى ماي.
×  فصل حار ممتد من يونيو إلى شتنبر.
×  كما تعرف المنطقة تساقطات ثلجية مهمة ،خصوصا بالقمم و المرتفعات و ذلك ما بين شهري أكتوبر و أبريل ، و استثناءا في شهر مايو، يبلغ عدد أيام سقوط الثلوج ثلاثون يوما خلال السنة.
       ج ـ الغطاء النباتي:
       تزخر منطقة تازة بغطاء نباتي غني و متنوع، حيث تغطي الغابات مساحات شاسعة تقدر بحوالي% 40   من المساحة الإجمالية للمنطقة، وتظهر كثافة الغطاء النباتي بشكل بارز بكل من جماعات:  مغراوة ،بويبلان ،باب بودير و الصميعة... وعلاوة على ذلك تضم الغابة تشكيلات غابوية غنية كغابات الأرز المنتشرة بتافرت و تامطروشت و البلوط الفليني بتازكا و باب أزهار و البلوط الأخضر في مجموع المجال المتبقي، زيادة عن المساحة التي يشغلها المتنزه الوطني لتازكا بمساحة تناهز13.737هكتار، و الذي يشكل موردا حقيقيا للنشاط السياحي. 
       د ـ هيدرولوجية المنطقة:
     تتوفر منطقة تازة على شبكة مائية مهمة ويتجلى أهم مورد مائي في واد إيناون الذي يخترق المنطقة من أقصى شمالها الشرقي نحو غربها،إضافة إلى الانتشار الكبير للآبار و العيون كعين تبخباخين،عين تملاحين،وعين موخبة(أنظر الخريطة). وهناك أيضا روافد الأودية كواد لهدر وواد لكحل ،زيادة على المجاري المائية المتفرقة وضاية الشيكر التي تعتبر من أهم الضايات الطبيعية بالمغرب حيث  أن جوانبها والكتل المحيطة بها مخترقة من طرف العديد من الكهوف  الصغيرة المتنوعة في أبعادها.
 
صورة رقم3:  تضاريس منطقة تازة




صورة رقم4: جزء من الغطاء النباتي لمنطقة تازة
     هـ ـ المحمية الطبيعية :(المدارات و المتنزهزات السياحية)
×        -منتزه تازكة الوطني :
      فضاء متميز يبقى مجهولا لدى غالبية المغاربة، يعتبر"منتزه تازكة الوطني " الذي يوجد بإقليم تازة أقدم منتزه بالمغرب بعد منتزه توبقال الوطني، و قد جاء إحداثه سنة 1950 بموجب قرار وزاري، و يمتد هذا المنتزه على مساحة تناهز 680 هكتار،ترجع أسباب إحداثه بهدف حماية المنطقة لثرواتها الطبيعية وخصوصياتها الإيكولوجية التي تعرف تواجد أحد عشر صنفا نباتيا من أبرزها شجر الأرز المنحصر في قمة جبل تازكة. وللإشارة فالمتنزه  يعرف حاليا مشروع  تمديد و توسيع لمساحته الأصلية و التي ستصل إلى مساحة إجمالية تغطي 13737 هكتار، لتشمل بذلك وحدات أخرى بيئية، إحيائية  مشهدية و جمالية جد فريدة.
       على مستوى تضاريس الأرض، يتفرد المنتزه بنواتئ حادة و أودية عميقة و محصورة ، تبرز بها طبقات صلصال من الحقبة الترياسية، و في المنطقة الصلصالية نجد تضاريس أكثر تموجا، حيث نلاحظ ظاهرة التضرس الصلصالي، بينما يبرز جبل تازكة على مساحة كلسية  كتشكيلات جبلية منعزلة بين الريف و الأطلس المتوسط تولدت كتلته القديمة في الحقبة الأولى. و ترسو فوق هده الكتلة أراضي عميقة من التربة الداكنة المشبعة بالمواد العضوية، و هو النوع الذي يميز الأحياء الغابوية، إذ تكسو الجزء الأكبر من منتزه تازكة حاليا غابات جد مصونة مقارنة مع مناطق أخرى من الأطلس المتوسط، الشيء الذي يكسبه أدوارا إحيائية إقتصادية و اجتماعية في غاية الأهمية.
E     منتزه تازكة : أصناف غابوية ملفتة للنظر:
     وتتحدد هذه الأصناف كالتالي:
E     مأرزة تازكة : و هي تنتشر فوق أعلى المرتفعات بمنتزه تازكة الوطني، و كانت السبب الرئيسي لإحداثه سنة 1950. إنها الأحياء الأكثر بروزا و الأكثر محافظة بالمنتزه، إذ تغطي مساحة تفوق 880 هكتار و توجد بالمنطقة المصنفة "منطقة طبيعية محمية " و التي يمنع فيها كل أنشطة الإجثثات أو التخريب ( رعي،قطع الخشب، صيد... الخ) و هي تشرف على قمة جبل تازكة بين علو 1400 م و 1980 م. إن أرز الأطلس هو أنبل الأشجار التي تتطلب رطوبة و برودة كبيرة، فمن الممكن أن يصل علوها إلى 35 متر و قد تعمر نحو 600 سنة، إنها أحد أربعة أصناف الأرز التي توجد في أنحاء مختلفة من العالم.
E     غابة أشجار الفلين بباب أزهار : تنتشر غابات واسعة لأشجار الفلين في الجنوب الغربي لجبل تازكة بين علو 600 م و 1400 م في المستوى السفلي لغابات الجبل المذكور، حيث تسقط أمطار كافية تتجاوز 1000 ملم سنويا، موزعة على 9 أشهر. تتكون في هذه الظروف الكتلة الرطبة لغابة أشجار الفلين ذات علو 10 أمتار فوق          نباتات قصيرة من الأدغال السميكة، و النموذج الفريد لهذا النوع الرطب يوجد بغابة أشجار الفلين بباب أزهار و الذي يتميز بأهمية خاصة بالنظر إلى أقدميته( أكثر من 250 سنة ) كإرث طبيعي و إيكولوجي.
   و ترتفع شجرة الفلين ذات الأوراق الثابتة حتى علو20 م و هي لا تنتج خلال سنواتها الأولى الممتدة بين 15 و20 سنة إلا فلينا هشا دون قيمة، لتنتج بعد ذلك طبقات فلين ذات سمك يتراوح بين 5 إلى 8 سنتم يمكن جنيها بعد 10 أو12 سنة.

E     غابة البلوط الأخضر بمنطقة الشيكر:    توجد غابات البلوط الأخضرهده بمنتزه تازكة الوطني خاصة في جهته الشرقية بين علو 800 و 1800 م،و هي تمتد أساسا على نطاق ضيق و في بعض الأماكن على شكل غابة كبيرة حيث يبرز انتشار  أشجار الفلين فوق المنحدرات المتحجرة. فهنا يوجد أجمل إحياء غابوي للمنتزه الوطني لتازكة، وبالضبط حول مركز باب بودير و جبل بومسعود. ويعرف صنف البلوط الأخضر بالمغرب بخاصيته الكبيرة على التكيف بتحمله ظروف الطقس و التربة الصعبة (الجفاف، التجمدات القصيرة الأمد إلى حدود15 درجة، أرض محجرة).
E     غابة السنديان : تحتل غابة السنديان موقعا مرتفعا بين أحياء الأرز في الأعلى، وأحياء شجر البلوط الأخضر وشجر الفلين في الأسفل وهي تنتشر فوق ارتفاعات تتراوح بين 1100م و1500م. والسنديان شجرة مغضفة(تسقط أوراقها وتتجدد كل عام)، وهو غالبا ما يكون  مختلطاً، تارة مع أشجار الفلين وتارة مع أشجار البلوط الأخضر. ويصاحب هذه الأحياء الغابوية وجود العديد من الأصناف النباتية التي تتوطن بالكتلة الجبلية لتازكة، حيث قدر مجموع هذه النباتات بحوالي 506 نوع مفرقة على 350 صنفا و70 جنسا، وتمثل هذه الأرقام تقريبا 12% من العدد الإجمالي لأنواع النباتات المضبوطة بالمغرب، الشيء الذي يكسبها هي الأخرى قيمة إحيائية، علمية وجمالية تجعلها تسهم بدورها إلى جانب غابات الأطلس المتوسط والمجاري المائية في تصوير مشاهد طبيعية مؤثرة وجذابة، تغري هواة عالم السياحة والإستكشاف. ومن أجل توظيف أفضل للأنظمة البيئية وخلق نوع من التوازن الطبيعي داخل المنتزه الوطني لتازكة تحتضن الغابات الشائعة بكتلة تازكة في مآويها المتنوعة والغنية حيوانات برية جد مختلفة تشمل 27 صنف من الثدييات و83 صنف من الطيور و28 صنف من الزواحف والضفدعيات،تعيش كلها في منطقة كتلة تازكة.
صورة رقم5: لرمز منتزه تازكة الوطني بباب بودير.
 
×   منتزه تازكة، ثروة وتنوع حيواني بالغي الأهمية :
       لقد عرف المنتزه الوطني لتازكة في مرحلة سابقة اندثار العديد من الأصناف الحيوانية، كالنمر، الضبع، العناق، في حين لاتزال أنواع أخرى من الثدييات مقيمة بالمجال الغابوي للمنتزه وفي مقدمتها: الخنزير البري وثعلب الماء، وقد بذل مجهود كبير على مستوى منتزه تازكة بشأن إعادة تأهيل وإدماج الحيوانات البرية ثانية إليه وذلك منذ سنة 1993، حيث تحقق مشروعان مهمان يحضيان بمتابعة إلى حد الآن:
ـ عملية إدخال الأيل البربري سنة 1993.
ـ عملية إدخال لأروي أو عتروس الجبل سنة 1998.
©     الأيل البربري: ينتمي الأيل البربري إلى عائلة الأيليات ويتميز بطريقة عيش اجتماعية جد قوية، ونظام غذائي يتكون أساسا من الأعشاب، وهو صنف من الطرائد المفضلة جدا من طرف الصيادين. كما أنه مطلوب أيضا لخشبه الذي يفقده ذكرها دوريا. إنه الأيل الوحيد الأصيل في شمال إفريقيا وقد انقرض بالمغرب لمدة تتجاوز 200 سنة، و لا يوجد الآن إلا في "محميات إعادة التأهيل" حيث تمت بنجاح عملية إعادة تأهيل ستة
رؤوس منه (2 ذكور و4 إناث) بمنتزه تازكة الوطني سنة 1993 انطلاقا من موطنه بتونس، إذ وضعت هذه الحيوانات المستوردة أولا في أرض مسيجة:
  للعرض مساحتها 1.5 هكتار،ثم أطلقت في أرض مسيجة أخرى مساحتها 7                                                                                هكتارات، و أخيرا في محمية مساحتها500هكتار.و يبلغ عددها حاليا (يناير 2000) 32 رأسا.
©     الأروي أو عتروس الجبل:إنه الحيوان الذي يتكيف مع المناخ الجبلي لشمال إفريقيا، وهو يتبع سلسلة غذائية تعتمد على النباتات الموسمية، يحتل مناطق جبلية ذات غلاف حجري وعر،فهو متسلق ميداني بارز،يعيش على شكل فرق عائلية مكونة من 3 إلى 16 فردا.بينما تظل الذكور الستة وسط القطيع منعزلة .أعيد إدخال أربعة رؤوس منها 2 ذكور و 2 إناث في متنزه تازكة الوطني إنطلاقا من المحمية الملكية بتونفيت القريبة من أكادير في نونبر 1998 ،وقد أطلقت في محمية مسيجة مساحتها 16 هكتار، ويصل عدد رؤوسها حاليا (فبراير 2000) ستة رؤوس.
-        طيور منتزه تازكة:فصائل نادرة يجب تطويرها و إغنائها :يتسم وحيش الطير بالتعدد والتنوع، فمن بين أصناف الطيور الموجودة بالمتنزه الوطني لتازكة نذكر بصفة خاصة ، العقاب ، السقاوة المفترسة ،الصقر والباز...كما نجد طائر "الزريقاء"التي تختبئ نهارا فوق الأشجار ،وبين الأحجار ،من جملة مفترساتها نجد فأرة الحراج التي تتغذى من البذور و الفواكه الجافة. هذا بالإضافة إلى تواجد كل  من طائر أبو الحناء (ذو العنق الأحمر ) في الأودية الظليلة الرطبة و العميقة لغابات الأرز،و "القرقب الأسود"الذي يبني عشه هنا في حفر الأرض،تحت الأحجار أو في جذور الأشجار[1].
      إنها مشاهد إحيائية و بيئوية تثير فضول الزائر و تحثه على القيام بجولات على الأقدام أو على ظهر البغال ،من أجل إستكشاف مجموعة رائعة من جبال ووديان وأشجار و مغاور ،وعجائب أخرى كثيرة طبيعية و إيكولوجية لمنطقة تتميز بالسياحة البيئية .ففضاء رأس الماء أو سيدي مجبر،و مركب واد لكحل،و منطقة باب أزهار،تمنح لزائريها مشاهد غنية و متنوعة العناصر،و حيث أصبح الماء و الغابة بالنسبة للإنسان مترادفة للترفيه و الراحة ،و الاستجمام، فإن متنزه تازكة الوطني يتوفر على كل المميزات التي ستجعل منه في المستقبل قبلة للعديد من الزوار سواء المحليين أو الأجانب.

       و ـ المغارات الطبيعية:
à مغارة الشيكر :
 توجد في أقصى شمال الأطلس المتوسط وفي الجهة المموجة من السلسلة الجبلية، وبصفة عامة نعلم أن في الأطلس المتوسط نجد أهم البحيرات الدائمة الطبيعية في شمال إفريقيا ، كما نعلم كذلك أن الصخور التي تشكل هذه الجبال كلها كلسية تحوي كميات هائلة من المياه الجوفية ، لهذا فالتساقطات المهمة فوق الصخور الكلسية تسهل عملية النحت الإزالة والتحلل على مستوى السطح والعمق. فعلى مستوى السطح يبقى أحسن مثال في المنطقة هو ضاية الشيكر، فعي عبارة عن منخفض تكون بهذه الطريقة  ، ويوجد جنوب مدينة تازة على الطريق المؤدية إلى باب بودير ، طوله 10 كلم تقريبا وعرضه 3 كلم ويعلو على سطح البحر ب 1400 م ، فمنذ زمن بعيد كانت ضاية الشيكر من أهم البحيرات الطبيعية بالمغرب ، وعندما تجمع الماء في المنخفض الذي صنعه عن طريق الإزالة والنحت ، بدا الماء يشتغل في الأعماق بنفس الطريقة التي اشتغل بها في السطح إلى أن كون  غار يبلغ عمقه تحت الأرض  271 م  أما طوله فيصل حتى 0386 م، له مدخلان على الطريق الرابطة بين تازة وباب بودير وينقسم إلى عدة ممرات تختلف الواحدة عن الأخرى وسميت بأسماء المجموعات التي اكتشفتها مثل ممر الانجليز وممر اللينونيين وفي عمق  72 م  نجد ممرا عائما يبلغ طوله 500 متر.
     فلاكتشاف المغارة يجب إتقان السياحة الباطنية تحت الأرض أو الدخول بمركب مطاطي. أما الاتجاه الذي يؤاخذه اخر مسلك في المغارة هو الشمال الشرقي وهو الآخر عائم ، وهنا  تلونت المياه وبعد بضعة أيام خرج الماء الملون في انبثاق " رأس الماء " على بعد 15 كلم من المغارة في اتجاه تازة . إذا فالمياه التي يبلعها غار الشيكر تنبثق في   " رأس الماء " حيث يعطينا المناظر الخلابة التي نعرفها هناك بمجموع شلالاتها الجميلة.

à مغارة فريواطو:
إختلفت تسمياتها البربرية  بإختلاف الآراء حول ترجمتها، بحيث يقول البعض أن " فريواطو " بمعنى غار البرد القاروهناك فعلا برد قارس يخرج منه بينما يقول البعض الآخر انه غار الآنسة  " يطو " انطلاقا من أسطورة متداولة بين السكان المحليين..
* وصف المغارة
      تتميز بفوهة مستديرة على شكل بئرالشكل يفوق قطرها الأربعين مترا  ويطل على جوانب   البئر الضخم وكلما غرق كلما اتسعت جوانبه المكونة من جدران صخرية ترهب الزائر. ويصل عمق هذا البئر إلى 145 م ويحوي قعره المتسع حطامات ضخمة تعطينا تفسيرا أوليا عن طريقة اتساع البئر والتي يمكن ربطها بالانهيار وللهوة مدخلان مدخل جانب الفوهة ومدخل ثاني يبعد عن الفوهة بمائة متر وهذا المدخل هيئ للسياح والزائرين حيث بني انطلاقا منه درج ( يحتوي على 700 درجة غير متساوية ) يسمح للزائر بأن يصل إلى ما عمقه 270 متر تحت الأرض.
      وهذا الأمر هو الذي خول لهذه المغارة أن تحطم الأرقام القياسية في هذا المجال. بعد الوصول إلى حطام قعر البئر نجد مسلكا ضيقا يؤدي إلى الواد الباطني للمغارة المتجه في نفس اتجاه واد المغارة الشيكر مرورا بعدة قاعات واسعة يصل علو إحداها إلى أكثر من 60 م واتساعها إلى أكثر من 100 م  وهنا بالضبط نجد الصاعدة الضخمة التي يبلغ طولها 20 متر وعرضها من متر إلى مترين، وانطلاقا من هذه القاعة يبقى تقريبا 1000 م لنصل إلى آخر نقطة عندها الاستغواريون   وهي عبارة عن مسلك مملوء بالوحل وبالإمكان اقتحامه هذا ويصل طولها اليوم ( حسب تاريخ المرجع ) إلى 2178 م وعمقها  271 م تحت الأرض وانطلاقا من الفوة.
      أما عن التشكيلات الطبيعية التي تزين المغارة وتختلط مع الخشونة وعظمة وجمال الطبيعة  فالزائر الاستغواري يجد أمامه كل الأنواع وكل الأشكال والألوان  من شلالات ستالاكميتية وصواعد ونوازل
       مختلفة  كما يجد عدة نقوش وزخارف من الكلسيت  الخالص الأبيض الناصع و الكلسيت الممزوج بأكسيد الحديد وحتى بعض التشكيلات المائلة إلى اللون الأخضر والأزرق  فبكثرتها وحسن جمالها يعجز المرء عن وصفها لذلك فالحل الأفضل هنا هو زيارتها مع احترام كنوزها التاريخية التي لا تعوض.
      بالإضافة إلى هذه المغارات نجد مغارات و كهوف أخرى تستحق زيارتها و الإستمتاع بجمالها ككهف الحمام و مغارة البوق و مغارة عين عودة و مغارة رأس الواد.
ز ـ جيولوجية المنطقة:  
      يعد الأطلس المتوسط أكبر وحدة كلسية في المغرب حيث يتمتع بانتشار كبير للتضاريس الكارستية ( وهي الأشكال عن تطور الكلس عن طريق إما الترسيب أو التعرية)و المتمثلة في المغارات ، بصواعدها و نوازلها و الفجاج و السطوع الشعاب الكلسية. و بتفاعل عوامل الحث المختلفة مع الخصوصية المناخية و الصخارية للمنطقة يضفي عليها روعة المشاهد الجغرافية الطبيعية، هذا النوع من التضاريس هو موروث عن فترات ترسب الكلس فوق القاعدة القديمة ،بالإضافة إلى وجود طبقات صلصالية موروثة عن الفترات الترياسية.


1      ـ المؤهلات البشرية لمنطقة تازة:
       أ ـ التنوع الإثني:
 تتميز منطقة تازة بمجموعة من المؤهلات ذات الطابع البشري  من بينها التنوع الإثني الذي تمثله قبائل (بني وراين،غياثة ...) و الذي أدى إلى تنوع ثقافي و تنوع شكل السكن المتميز بطابعه الخاص بالمنطقة ، ينضاف إلى هذا التنوع في الصناعة التقليدية من جلابيب، الحايك، والزرابي الوراينية نسبة إلى بني وراين ،فالتنوع الإثني جعل من المنطقة تعرف إحتفالات ثقافية سياحية  متميزة وهذا ما يجسده المهرجان الثقافي والسياحي لباب بودير.
    ب ـ المخيمات:
    إن طبوغرافية المنطقة أهلها لأن تحتضن مجموعة من المخيمات و المآوي الجبلية،و أهمها مخيم مدينة تازة الذي يمتد على مساحة 4 هكتارات بطاقة إستيعابية تقدر بحوالي 30 خيمة [1]وبما أن المنطقة يغلب عليها الطابع الجبلي فهي وجهة صيفية للإستقبال الأطفال والشباب  الراغبين في إكتشاف نوع سياحي جديد بعيدا عن روتين المخيمات الساحلية،حيث تنتشر هذه المخيمات في عدد من المواقع الطبيعية أهمها  مخيم آدمام و مخيم الهواء الطلق »باب بودير «  الذي يحج إليه المئات من الوافدين كل سنة خلال فصل الصيف للاستمتاع بجمال الطبيعة الفاخرة التي تختزنها جهة تازة و حضور أيام المهرجان السياحي و الثقافي الذي يقام هناك كل سنة والذي يستعرض عدة أنشطة كالفلكرور  المحلي، الفروسية،مسابقات ثقافية... و بالنسبة لهذا المهرجان فهو يشكل مناسبة هامة لعقد اللقاءات و الندوات الثقافية،الرامية إلى تحسين و توعية الناشئة بأهمية السياحة الجبلية و دورها في التنمية المحلية للمنطقة .

    ج ـ التجهيزات: الطرقية ووسائل المواصلات
      إن تواجد الشبكة الطرقية يعتبر عاملا أساسيا في التنمية الإقتصادية و الإجتماعية و عنصرا مساعدا على إستقرار  السكان و كذا فك العزلة عن العالم القروي ، حيث تبلغ مسافة الشبكة الطرقية 2000 كيلومتر ،نصفها معبد ملتوية صعبة و محجرة و التي تدخل فيها العنصر البشري و كذا الدواب في رسم مسالكها بفعل تنقلهم الدائم و المستمر،أما فيما يتعلق بوسائل المواصلات فتبقى شبه ضعيفة في تلبية حاجيات السكان فيما يخص التنقل بين الدواوير،وهنا نميز فيها بين وسائل المواصلات المهيكلة كسيارات الأجرة المرخصة أو الغير المهيكلة منها والتي يتجاوز الحد المسموح به للركوب و لهذا يصطلح عليها "الخطافة "، بالإضافة إلى خطوط السكة الحديدية التي تربط المدينة بوجدة وفاس و تسهل الوصول إلى المنطقة  و كذا إمكانية العودة للمدينة في نفس اليوم.وهذه الشبكة الطرقية المتنوعة من شأنها مستقبلا أن تلعب دورا مهما في التنمية المحلية للمنطقة ،كما ستسمح بالإنفتاح على مناطق متعددة ،إقليمية ،جهوية،ووطنية.
ïو بالتالي يمكن حصر المعالم السياحية لإقليم تازة في ثلاثة عناصر أساسية: ما تحتويه الأحزمة الجبلية الأطلسية  من مدارات ومنتزهات سياحية،ومغاور وغابات، ثم ما تزخر به المدينة من التنوع الإثني ، وأخيرا ما يميز الثقافة الشعبية المحلية من دلالات إنسانية ومضامين اجتماعية وتاريخية.
3 ـ السياحة في تازة
    داخل  المملكة المغربية هناك العديد من الأنماط السياحية التي يمكن أن تستثمر فيها المقومات الطبيعية ، ومنها السياحة الجبلية في منطقة تازة: تسلق الجبال ومغاراتها التي تعتبر موروثا محليا ، والقيام برحلات علمية لاستكشاف جمال المنطقة و روعة المشاهد الطبيعية.
     وتشكل تازة كتلة جذب سياحي رئيسية ومرشحة لتكون مركز الجذب على خريطة السياحة المغربية، ولكن إذا استكملت قطاعات السياحة المغربية كافة بناها التحتية ووفرت الخدمات الأساسية الداعمة، وهيأت المناخات الاستثمارية الملائمة على مختلف الأصعدة (مثل الأنظمة والتشريعات والقوانين...)، ارتفاع مستوى الوعي البيئي والوعي السياحي العام، وغير ذلك من العناصر المطلوبة. وقد لا تتوافر عوامل الجذب السياحي الأساسية لأماكن أخرى في المغرب كما تتمتع بها منطقة تازة من عوامل. فهي بموقعها الجغرافي الاستراتيجي (الموقع بالنسبة للجبال و الهضاب و السهول)، وبتفاعل الموقع الجغرافي لمنطقة تازة مع عمقها الحضاري والتاريخي يضيفان إلى وزنها السياحي ميزة فريدة تجعلها مقصدا هاما ومتنوعا يشد إليها حركة السياحة الوطنية و لما العالمية. ويلبي رغبات مختلف الجنسيات مهما تنوعت ثقافاتهم وأذواقهم.
      وليس هذا فحسب، فإن موقع منطقة تازة وغنى تراثها الإنساني يحقق لسكانها إلى جانب الموارد الاقتصادية نتائج لا تقل أهمية، وذلك مما تثمره حركة السياحة.
       وهناك مقومات اجتماعية نابعة من بيئة المنطقة يمكن استغلالها سياحياً كالفنون الشعبية  (مهرجان باب بودير)، والأزياء التقليدية التراثية ، وتقاليد الزواج ، والصناعات اليدوية المتمثلة في الزرابي الوراينية. كذلك الآثار والقلاع والحصون التي قام بصنعها الإنسان ، والمواقع التي شهدت حروباً على مدى الزمن(كمنطقة واومشاش التي اندلعت فيها معركة بين قبيلة بني وراين و قبيلة غياثة، و معارك بين سكان المنطقة و قوات الاستعما[1].)

     إن نصيب منطقة تازة من مجمل السياحة الوطنية و العالمية ضئيل جداً مع أن إمكانياتها ضخمة وكنوزها عظيمة. وأن التوجه إلى زيادة هذه النسبة يرتبط ارتباطا وثيقا بالعمل على الرفع من نسبة السياحة عن طريق الاستغلال السياحي الأمثل لهذه المقومات الطبيعية والبيئية المتوفرة بمنطقة تازة.الشيء الذي سيكون له أثر كبير على اقتصاد هذه المنطقة ، وبالتالي على الاقتصاد الوطني ككل عن طريق إبراز:
*      أنواع السياحة البيئية المتاحة بالمنطقة .  
*      سبل دعم اقتصاد المناطق الريفية عن طريق السياحة.
    أ ـ أنواع السياحة البيئية المتاحة بمنطقة تازة :
        تحتضن المنطقة عدة أنواع من السياحة يمكن استغلالها والاستفادة منها ، ترتبط بالبيئة بصورة مباشرة سواء كانت مقترنة  بالطبيعة أو بالتراث الحضاري،و أهمها :
×     سياحة المحميات الطبيعية والمعروفة بالسياحة الفطرية: منتزه تازكة الوطني                             نموذجا.
×     السياحة الخضراء المتصلة بالغابات والمنتزهات.
×     سياحة صيد الحيوانات البرية والطيور (بطريقة معقلنة بطبيعة الحال).
×     السياحة الرياضية : تسلق الجبال. 
×     السياحة العلاجية في المناطق الخالية من التلوث في الجبال و الغابات الطبيعية.
×     سياحة المغاور  والمغارات الأثرية ،التي يتم اكتشافها من خلال هذا البحث      المتواضع.
×     سياحة المنتجعات السياحية والمخيمات الصيفية والكشفية (مخيم أدمام و باب   بودير"التابع لكتابة الدولة المكلفة بالشباب ).
×     سياحة الآثار والنقوش .
×     سياحة المتاحف والمناطق التاريخية والاطلاع على العادات والتقاليد و اللباس التقليدي والأكلات الشعبية.
×     سياحة الكرنفالات والمهرجانات الثقافية والمناسبات الوطنية : مهرجان باب بودير نموذجا.
     وتبرز الأنواع السالفة الذكر للسياحة سواء المرتبطة بالطبيعة أو بالتراث، وفق مفهوم تزايد انتقال الإنسان في إطار محيطه البيئي الطبيعي والتراثي ، للاستمتاع وإشباع رغبته لما تحويه هذه السياحة من مقومات طبيعية وثقافية وتراثية ، يفخر بها الإنسان عبر الأجيال السابقة ويتعلم منها مستقبلاً ، وفي ذات الوقت ليستمتع بجماليات الطبيعة وفطرتها في إطار الهروب من الملوثات وضغوط ومضاعفات الحياة المادية وأمراضها الاجتماعية.
     ب ـ سبل دعم اقتصاد المناطق الريفية عن طريق السياحة البيئية :
      يتمحور الدعم الاقتصادي للمناطق الريفية عن طريق السياحة البيئية حول عدد من العوامل منها : إزالة المعيقات التي تعتري الفعالية السياحية لهذه المناطق ، وإبراز المقومات الطبيعية وعوامل الجذب السياحي ، وتكامل المنتوج السياحي بحيث يكون متناسب مع المواصفات المطلوبة ، بجانب تناسب أسعار المرافق السياحية ومنافستها للمرافق الأخرى داخلياً وخارجياً .
     وتحقيق هذا الهدف يتطلب مراعاة المفاهيم السياحية البيئية المتطورة ، وأن يتناسب الهدف مع الموارد والإمكانيات السياحية المتاحة ، وتوفر الخبرات السياحيـة المتخصصة . ويمكن تصور أهم وسائل دعم اقتصاد المناطق الريفية عن طريق السياحة البيئية في الآتي :
×              الاهتمام بالبعد البيئي كمفهوم محوري لدعم اقتصاد المناطق الريفية، والتركيز على ديمومة هذا الجانب .
×              حصر وإحصاء وتوثيق الموارد والمقومات السياحية بمناطق المملكة ، في إطار قاعدة بيانات معلوماتية وتسويقها محلياً وخارجياً 
×              تشجيع السياحة البيئية كأساس لتطوير صناعة السياحة بالمملكة، خاصة وأنها تمثل جزءاً مهماً من السياحة بمفهومها الشامل ، وتقلل من التسرب السياحي المتمثل في الإنفاق السياحي المباشر للخارج .
×              الاهتمام بتوفير وتطوير مقومات السياحة الراقية التي تتمثل في البنية الأساسية من طرق وماء وكهرباء وصرف صحي في مناطق الجذب السياحي .
×              الاهتمام بإنجاز التجهيزات الضرورية والمرافق الكفيلة بضمان سلامة البيئة وجمالية المناطق السياحية ومحيطها . 
×              وضع دليل سياحي شامل وخرائط موضوعاتية مناخية، بيولوجية، حيوانية و نباتية، بالإضافة إلى خرائط المواقع الأثرية والمتاحف يسير على هديها ويسترشد بها السائح المغربي والأجنبي.
×              تشجيع وتحفيز القطاع الخاص للاستثمار في مشاريع السياحة البيئية.
×              تنويع المنتوج السياحي وتوجيه الاستثمارات السياحية نحو المناطق الجبلية،  ومناطق الحياة الفطرية بالمملكة .  
×              التركيز على توعية المواطنين بمختلف المناطق، بأهمية السياحة البيئية وتوضيح حجم الفوائد من وراء هذا النشاط .
×              ضرورة دعم الحرف اليدوية السياحية والتذكارية بما يخدم البيئة السياحية وينشط الموارد المالية لسكان المناطق والدولة .
×              التوسع في مساحات المحميات الطبيعية ، والتشدد في حمايتها ، خاصة النادرة  منها والمهددة بالانقراض ، والاهتمام بإنشاء المشاريع السياحية حولها بما يخدم سكان المنطقة تنمية مواردهم المالية .
×              الاهتمام بالثقافة السياحية بإنشاء الكليات والمعاهد الخاصة بالسياحة البيئية في مناطق الجذب السياحي .
×              التركيز على تحقيق تكافؤ الفرص بين مناطق المملكة في إنشاء مشاريع السياحية البيئية .
       ومن هنا يمكن أن تساعد السياحة البيئية على التنمية الإقليمية باعتبارها مصدراً للدخل بالنسبة للسكان المحليين في مناطق الجذب السياحي ، مما يقلل فجوة الموارد  المادية بين الأقاليم المختلفة ، ويعمل على ارتباط السكان بأراضيهم ، حيث يقلل نزوحهم إلى المناطق الحضرية، وزيادة فرص العمل للكوادر الوطنية . مما يقلل بالتالي من الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن هذا النزوح ، ويساعد على التنمية المتوازنة بين مختلف المناطق ، مما يقلص من الضغط على الخدمات في المدن الكبيرة في مجالات التعليم والصحة والإسكان ، فضلاً عن معضلة البطالة وما يترتب عنها من مشاكل  اقتصادية واجتماعية وأمنية .


الفصل الثاني: وصف المسالك الطبيعية لمنطقة تازة
I ـ المسالك المعبدة 
        في أعالي جبال الأطلس المتوسط وتحديدا بأقصى شمال هذه السلسلة الجبلية توجد منطقة تازة المتميزة بروعة مشاهدها الطبيعية و طبغرافيتها المتضرسة التي حتمت على الإنسان التأقلم معها ومع مسالكها الوعرة مما دفعنا إلى تقسيم هذه الأخيرة إلى مجموعة  من  النطاقات تتوزع  على النحو التالي:                             
1 ـ  مدينة تازة همزة وصل استراتيجية :
      تعتبر تازة نقطة إلتقاء للمحاور الطرقية الرئيسية التي تربط  شرق المغرب بباقي أنحاء المملكة ، حيث توجد في الممر الوحيد الفاصل بين تلال مقدمة الريف شمالا و جبال الأطلس المتوسط جنوبا الذي يوصل إلى الشمال الشرقي للمملكة المغربية ،ونميز فيها بين الطريق الوطنية رقم 1 و السكة الحديدية مما يجعل منها منطقة سهلة الوصول.


   أ ـ طريق تازة ـ باب بودير:
    تصنف كطريق معبدة سهلة الإختراق متميزة بإلتواءاتها وهي نتيجة حتمية لطبغرافية المنطقة، حيث أن هذا المحور الطرقي لا يخلو من مناظر طبيعية تظفي على النمطقة سحرا و جمالا (صورة)بالإضافة إلى العيون المنتشرة على طول الطريق، و قبل الوصول إلى باب بودير لابد من المرور بمحادات ضاية الشيكر التي تضم مغارتين "الشيكر1"و"الشيكر2"،و الطريق الثلاتية المؤدية إلى مغارة فريواطو.
     ب ـ طريق باب بودير ـ دوار آدمام:
           ينقسم هذا المحورالطرقي إلى قسمين:
     الجزء الأول هو إمتداد للطريق الثانوي رقم 311 (وهي طريق معبدة) إلى حدود باب فريج يسارا لتتفرع عنه طريق ثلاثية شبه معبدة (وهي طريق مشيدة في فترة الحماية)، وتتميز بردائتها ، تمتد من باب لفريج إلى دوار آدمام في إتجاه الجنوب.

      وعلى العموم فهذه الطريق تعرف دينامية ورواجا كبيرين ،حيث أنها مجهزة لإستقبال كل من وسائل النقل الفردية(السيارات و الدراجات)و الجماعية بشقيها المرخصة والغير مرخصة التي توفر أداة مهما لتنقل الأفراد و قضاء حاجاتهم .


II ـ المسالك المؤدية إلى المغارات:
                والتي تحتضن ثلاث مسالك فرعية خاصة بالراجلين، وهي:
1 ـ مسلك جبل تملاحين:
          جبل تيملاحين[1] يضم أقرب مغارتين على الإطلاق( بالنسبة إلى هذا المسلك) هما: مغارة تملاحين1ومغارة تملاحين2،حيث يعد من أسهل المسالك ولوجا  نظرا لضعف انحدار الجبل و وجود ممرات  نحتتها أقدام الرعاة.وهو ما  يوضحه المسلك رقم1 في الخريطة.و إن غنى هذا الممر بالعيون:  تيملاحين ، تبخباخين  ، موخبة،  جعله يكتسي حلة مغرية  خاصة و أنه يشرف على دوار أدمام الشيء الذي يعطيه صبغة ملفتة ، بالإضافة إلى  التشكيلات الكهفية المميزة لمغارة تيملاحين 1 التي تعتبر من بين أجمل المغارات بهذا المسلك .

2ـ مسلك جبل مثقوب:
في الحقيقة يعد امتدادا طبيعيا لمسلك جبل تملاحين على طول الجبل المثقوب،هذا الأخير  يتميز بانتشار  الصخور و الأحجار المتدحرجة  التي تغطي مسار المسلك من جهة،وكذا قلة تردد الناس عليه جعل مساره غير واضح المعالم من جهة ثانية. هذا بالنسبة للجهة الجنوبية الشرقية للجبل ،أما الجهة الغربية و الشمالية الغربية لجبل المثقوب  فهي منطقة سهلة الاختراق لوجود ممرات تسمح لعبور كل من الراجلين أو حتى على ظهر الذواب[1]. 
خاتمة عامة
    عندما نريد وضع الخطوات الأولى لملامسة الخلل الحقيقي لعدم تطور السياحة الجبلية  والقروية بالمغرب، عادة ما نجعل من ضعف الطاقة الإيوائية والبنيات التحتية الكبرى عائقا يحول بيننا وبين أي إبداع أو اجتهاد في تنمية السياحة الجبلية والمنتزهات الطبيعية. والحل الجاهز الذي يتبادر إلى الذهن هو البحث عن مستثمرين كبار من خارج المغرب، لعل بركاتهم تصيبنا. لكن حسب تجربتنا الذاتية يبقى لغز الإشكالية ليس هوتوفير الفنادق الفخمة، بقدر ماهي أفكار محلية وإبداعات ومنطلقات تلائم البيئة والمحيط المؤثر في المجال السياحي. و ذلك لأن الفنادق الفاخرة والكبرى  تشتغل فقط شهرين في السنة، وعلى أقصى تقدير ثلاثة أشهر، وما تبقى من السنة تكون شبه فارغة ،  لهذا يجب البحث أولا عن كيفية إعطاء قيمة للمنطقة (Valoriser l’entourage)، وهذه القيمة ستجعل منها عملة صعبة مطلوبة داخل سوق السياحة الوطنية و العالمية معا.
     إن استغلال الفنادق في الصيف وفراغها في الفصول الأخرى، يبين أن السياحة المهيمنة هي السياحة الشاطئية، ومع الأسف لم نستطع  إبراز وإنجاح السياحات الأخرى ، مثل السياحة الجبلية والقروية.
     إن التركيز على السياحة الشاطئية  نعتبره مستنزفا  للوقت وللجهد، لأن زبناء هذا النوع من السياحة مضمونون. فالكل يحب البحر فلا داعي لصرف المال وإضاعة الوقت في الإشهار والتعريف بهذه السياحة، لأننا نرى في فصل الصيف وعلى أرض الواقع بمارتيل، المضيق، القصر الصغير، أصيلة، العرائش، طنجة ،تطوان وغيرها توافد أفواج كثيرة من السياح من داخل وخارج المغرب بدون عناء الإشهار لهذه المناطق. وبالتالي ما يجب التركيز عليه هو السياحة الدائمة والمضمونة و الأبعاد الإستراتيجية للسياحية الجبلية والقروية. فهذان النوعان من السياحة لا يكلفان جهدا كبيرا و إمكانيات ضخمة، لكنهما يتركان أموالا طائلة في البلد المزار. وعادة ما يكون هواة هذه السياحات من ذوي الدخل المرتفع والإمكانيات الهائلة. لإنجاح هذه الأنواع الجديدة من السياحة بالمغرب، يجب أن تتوفر لدينا  إرادة جماعية قوية بغية  النهوض بهذا القطاع و من أجل ضمان التنمية المستدامة للمناطق الجبلية ورفاهية سكانها.و لبلوغ هذا المبتغى المشروع يتحتم علينا بلورة الأولويات التالية على أرض الواقع:
à تخطيط المشروع السياحي الأنجع:
    اهمية وجود مخطط سياحي شمولي و متكامل والتأكد من انسجام المشاريع السياحية الجهوية الفرعية مع الرؤية الواقعية للمسألة السياحية وطنيا.
à البيئة:
     التأكد من التأثيرات المحتملة على البيئة، قبل الشروع بإقامة المشاريع السياحية المزمع تنفيذها، وضرورة المحافظة على التوازن الإيكولوجي وحمايته من أية أخطار محتملة، مع دعوة المنظمات الدولية والإقليمية للتعاون مع الأجهزة المحلية المسؤولة لتطوير المناطق الخضراء والمحميات الطبيعية بهدف صيانتها.
à سلامة السياح:
    وذلك باعتماد إجراءات مناسبة لتأمين سلامة الزائرين قصد ضمان نمو وازدهار السياحة لأجل تحفيز السياح الأجانب و المغاربة على تكرار الزيارة للمناطق السياحية المستهدفة.
à التسويق الجماعي:
     يكون شاملاً للمنطقة ككل، ولا نقتصر على جزء منها. 
à الثروة البشرية:
à التشاور والتنسيق بين المؤسسات المتخصصة بالسياحة لمراقبة حاجيات القوى البشرية العاملة في النشاط السياحي من السكان المحليين  والدعوة الى إقامة مركز إقليمي للتعليم والتدريب والبحث والمتابعة في ميدان السياحة بهدف تكوين السكان المحليين.
à  الإنطلاق من مشاريع نموذجية Pilotes)  Projets  ) وإن كانت صغيرة، لكن يشترط فيها أن تكون واقعية وملموسة ومحددة في الزمان والمكان ونعمل جميعا على إنجاحها. أكيد أن هذه الاستراتيجية  سيكون لها تأثير كبير ومباشر وفي وقت وجيز على التنمية السياحية. فالتجارب أبانت أنه في المجال التنموي لكي نتقدم علينا أن نفعل الأفكار المحلية البسيطة التي تراعي خصوصية المنطقة.  بالإضافة إلى ما يجب أن تقوم به الجامعة المغربية ومعاهد التكوين من تكوين أكاديمي أو إعادة  تكوين أساسي أو مهني،  يحصل الطالب من خلاله على شهادة تخول له الاستثمار في هذا المجال. بعد التكوين يمكن البحث عن تمويلات داخل المغرب أو خارجه  تساعد هؤلاء الشباب على إنجاز مشاريعهم على أرض الواقع،والتي يلزم  تتبعها ورعايتها حتى تستكمل  النجاح المتوخى منها . وهنا نكون قد ضربنا ثلاثة عصافير بحجر واحد:
*         أولا سنجعل من هؤلاء الشباب حاملي الشهادات رجال أعمال فاعلين داخل المجتمع وليس معطلين.
*          ثانيا سنعمل على تطوير الخدمات وإبراز الخصوصيات المرتبطة بهذا النوع من السياحة.
*          وثالثا سنؤكد على المحافظة على هذا التراث الثقافي والإرث الطبيعي وتحصينه.
à زيادة الوعى والمعرفة بالنظم الإيكولوجية الجبلية من حيث دينامياتها ،وظائفها وأهميتها المحورية  فى تقديم عدد من الخدمات والمنتجات الضرورية لرفاهية سكان الريف والحواضر على السواء.
à التشجيع على صيانة الموارد الجبلية وتنميتها بصورة مستدامة من أجل الرخاء البشري حاضرا ومستقبلا.
à النهوض بالموروث الثقافى للمجتمعات الجبلية والدفاع عنه.
       وتتحقق هذه الأهداف من خلال مجموعة من الوسائل من بينها: توليد وتبادل المعلومات، بث الوعى والتوعية، التعليم والتدريب والإرشاد، توثيق أفضل للممارسات التى تقوم على دراسات حالات ميدانية ناجحة، التشجيع على وضع التشريعات والسياسات المتعلقة بالسياحة الجبلية. وينبغى أن تبذل الجهود على جميع المستويات المحلية و الدولية من أجل تسطير هندسة واضحة ومتناسقة تخدم الفعل السياحي المشترك على الواجهتين المذكورتين.

الببليوغرافيا:
×             جغرافية السياحة،هـ روبنسون،ترجمة:دمحبات إمام
×             مبادئالسياحة:ماهر عبد الخالق السيي
×             التسويق السياحي:مدخل اقتصادي متكامل،د محسن أحمد الخضيري
×             مجلة الجبال المغربية(91.03.1.53)
×             مجلة دفاتر جغرافية العدد2-2005-2
×             قراءة وتحليل الخريطة الطبغرافية،محمد بريان-حسنبنحليمة-عبد الله لعوينة
×             صحيفة الأجيال:مجلة يصدرها طلبة المعهد العاليللإعلام و الإتصال عدد 1 مارس 2004
×             موقع إلكتروني على شبكة الأنترنت www.taza.free.fr
موقع على شبكة الأنترنتtaza.ville.skyblog.com×

خرائط المسالك لمجموعة من المغارات










التعليقات

هناك 5 تعليقات: