اخر الاخبار

السبت، 6 نوفمبر 2010

فن الإصغاء ـــ تأليف: إريك فروم ـ ترجمة: محمود منقذ الهاشمي - الفصل الحادي عشر




ـ الفصل الحادي عشر " التقنية" التحليلية النفسية أم فن الإصغاء
مع أن التقنية تشير إلى تطبيق القواعد على موضوعها، فقد خضع معناها لتبدّل دقيق ولكنه مهم. فقد جرى استخدام التقنية للقواعد التي تشير إلى الميكانيكية، إلى ما هو ليس حياً، في حين أن الكلمة المناسبة للتعامل مع ما هو حي هي " الفن" . ولهذا السبب، يشكو مفهوم " التقنية" التحليلية النفسية من خلل لأنه يبدو أنه يشير إلى شيء غير حي ومن ثم غير قابل للتطبيق على الإنسان.‏ 
ونحن على أرض آمنة حين نقول إن التحليل النفسي عملية فهم الذهن الإنساني، ولاسيما ذلك الجزء الذي هو غير شعوري. إنه فن كفهم الشعر.‏
وككل فن لـه قواعده ومعاييره:‏
ـ إن القاعدة الأساسية لممارسة هذا الفن هي التركيز الكامل من المصغي.‏
ـ فلا يجوز أن يكون في ذهنه شيء مهم، ويجب أن يكون متحرراً على أفضل وجه من القلق وكذلك من الجشع.‏
ـ يجب أن يمتلك خيالاً لـه حرية العمل ويكون ملموساً إلى حد يكفي ليُعبَّر عنه بالكلمات.‏
ـ يجب أن يكون موهوباً بالقدرة على تقمص الشخص الآخر وقوياً إلى حد يكفي ليشعر بتجربة الآخر كأنها تجربته.‏
ـ شرط هذا التقمص هو الجانب المهم للقدرة على المحبة. وفهم الآخر يعني محبته ـ لا بالمعنى الشهواني، بل بمعنى الوصول إليه والتغلّب على الخوف من فقدان نفسه.‏
ـ الفهم والمحبة لا ينفصلان. فإذا انفصلا، فإنها عملية دماغية ويظل الباب مغلقاً أمام الفهم الماهوي.‏
إن غاية العملية العلاجية هي فهم العواطف والأفكار اللاشعورية (المكبوتة)، وإدراك جذورها ووظائفها وفهم هذه الجذور والوظائف.‏
والقاعدة الأساسية هي الإيعاز للمريض أن يقول كل شيء على قدر ما يستطيع وإذا أغفل شيئاً أن يذكر ذلك. وثمت تأكيد خاص هو أنه ليس على المريض واجب أخلاقي من أي نوع، ولا حتى أن يقول الحقيقة. ( وعلى المحلل أن يلاحظ في مآل الأمر إذا كان المريض يكذب، لأنه إذا لم يلاحظ فهو يفتقر إلى الكفاءة.)‏
وعلى المحلل أن يجيب عن كل الأسئلة حول نفسه والتي تكون مدوّنة في السجل العام وللمريض الحق في أن يعرف أموراً ـ من قبيل العمر، والتدريب، والأصل الاجتماعي. وفي أحوال يكون على المريض أن يُظهر لماذا لديه الاهتمام المشروع أو هل يريد أن يعكس الوضع ويحلل المحلل النفسي (بسبب المقاومة، مثلاً).‏
ولن تتميز العلاقة العلاجية بجو المحادثة الكيّسة والكلام القصير، بل بالمباشرة. ولا يجوز أن يعبّر المحلل النفسي بالكذب. وعلى المحلل ألا يحاول أن يُرضي أو أن يؤثّر، بل أن يستقر في نفسه. وذلك يعني أنه لا محالة من أن يكون عمله بناء على ذاته.‏


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق